Section outline
-
المطلب الثاني: الإدارة الإستراتيجية.مطلب الثاني: الإدارة الإستراتيجية.
الفرع الأول: تعريف الإدارة الاستراتيجية.
تعتبر الإدارة الاستراتيجية من مجالات الدراسة التي نالت اهتماما واسعا في الفترة الأخيرة، وهذا نتيجة الضغوط البيئية الكبيرة، وقد تصدى العديد من الكتاب والباحثين لتعريف الإدارة الاستراتيجية.
عرفها هلفر وارسوني J.P.HELFER ET J. ORSONI على أنها: " مجموع مهام الإدارة العليا، التي تهدف إلى تثبيت المؤسسة على المسارات المرسومة لها خلال مختلف تطوراتها المستقبلية، وتزويدها بالوسائل التنظيمية اللازمة ".[1]
كما عرفها جليك GLUECK ET JAUCH بأنها : " سيل من القرارات والأفعال التي تؤدي إلى تطوير الاستراتيجية أو إستراتيجيات فعالة للمساعدة في تحقيق أهداف المنظمة "[2]
ويعرفها هيجن وفينز HIGGINS ET VINCZE أنها: " العملية الخاصة بإدارة مهنة التنظيم من حيث تحديد غايات المنظمة، وإدارة علاقتها مع البيئة الداخلية والخارجية بالشكل المطلوب ".[3]
كما لاحظنا في التعاريف السابقة فإنها تتفق جميعها على بعض النقاط الواجب توفرها في الإدارة الاستراتيجية وهي:
@ - ضرورة وضوح الرؤية المستقبلية للمنظمة.
@ - أهمية وضع رسالة للمنظمة.
@ - التركيز على ضرورة وضوح الغايات والأهداف.
@ - أهمية تكيف المنظمة مع البيئة الداخلية والخارجية.
@ - تهتم الاستراتيجية بتحديد وتخصيص الموارد اللازمة.
@ - اتخاذ القرارات الاستراتيجية في المدى البعيد.
@ - أنها أحد مهام الإدارة العليا.
الفرع الثاني: تطور مفهوم الإدارة الاستراتيجية.
قبل أن تصل الإدارة الاستراتيجية إلى ما هي عليه، مرت بعدة تطورات و مراحل، يمكن أن نقسمها إلى أربعة مراحل هي:
أولا/ مرحلة التخطيط المالي: تعتمد هذه المرحلة خاصة على الميزانيات السنوية التي تحدد مسبقا تكاليف وإيرادات السنة المالية، ويتم في ظلها التأكيد على تقليل الانحرافات وضبطها، وقد كانت الميزانيات أداة فعالة للتنفيذ والرقابة المالية، لكن مع زيادة التغيرات التكنولوجية وتغيرات المحيط أصبحت هذه الأداة غير مناسبة.
ثانيا/ التخطيط طويل الأجل: يرجع استخدام هذا المفهوم إلى انصوف منذ بداية الخمسينيات، ويركز هذا المفهوم على توقع النمو وإدارة التعقيدات، والافتراض الأساسي الذي يقوم عليه هو أن اتجاهات الماضي سوف تستمر في الحدوث مستقبلا، وبالتالي من الممكن التنبؤ بما يحدث خلال السنوات القادمة والتحضير له.
ثالثا/ التخطيط الاستراتيجي:في هذه المرحلة، تحول التركيز من التنبؤ بالمستقبل إلى فهم المقومات الرئيسية للنجاح في مجال ما، وبدأ التفكير في الفرص الموجودة في المحيط والأسواق الجديدة، ومحاولة تجميع موارد المنظمة لتحقيق الميزة التنافسية القادرة على البقاء لمدة أطول، والفهم العميق لبيئة المنظمة، واعتبر التخطيط الاستراتيجي في هذه المرحلة نشاط جد متطور، واستخدم من طرف شركات عملاقة، إلى أن واجهته بعض المشاكل، منها أن المخططين الاستراتيجيين تجاهلوا عملية التنفيذ، وبالتالي كانت هناك فوارق وانحرافات نتيجة هذا التجاهل من طرف الإدارة العليا، مما جعل المهتمين يفكرون في نشاط آخر.
رابعا/ الإدارة الاستراتيجية: أدى فشل المنظمات في تنفيذ الإستراتيجية بسبب تركيز الإدارة العليا على صياغة الاستراتيجية وتجاهل تنفيذها، إلى قيام بعض المنظمات إلى دمج التخطيط الاستراتيجي بالإدارة التنفيذية في عملية واحدة، بعد أن كانت منفصلة، ومهد هذا إلى ظهور مفهوم الإدارة الاستراتيجية التي تعتمدها المنظمات اليوم.
الفرع الثالث: عناصر الإدارة الاستراتيجية.
اختلف علماء الاستراتيجية في تحديد عناصرها، حيث هناك من اعتبر أن عناصر الاستراتيجية هي أربع وحسب بريلمنJ.Brilman فالإدارة الإستراتيجية على مستوى المنظمة تتضمن مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى صياغة الإستراتيجية وتحقيقها في الواقع ويرى عمر اكتوف Omar Aktouf: " الإستراتيجية هي الحفاظ, بصفة شبه دائمة, على رؤية مستقبلية, يتم تغذيتها بمعطيات المحيط الداخلي خصوصا ومعطيات المحيط الخارجي"[4].مما يجعل عناصرها تتضمن التحليل البيئي والصياغة والتنفيذ والرقابة[5]: كما يوضحه الشكل التالي
الشكل رقم 02: يوضح عناصر الإدارة الاستراتيجية عند .WHEELEN THENGER
تحليل البيئة
صياغة الاستراتيجية
التقييم والرقابة
تنفيذ الاستراتيجية
التغذية العكسية
المصدر : ثابت عبد الرحمن إدريس, جمال الدين محمد مرسي، مرجع سابق، ص38.
حيث يرى ويلن ثانجر WHEELEN THENGER بأن أولى العناصر هي تحليل البيئة بما في ذلك الداخلية والخارجية، ثم تأتي مرحلة صياغة الاستراتيجية أو عملية التخطيط الاستراتيجي، التي تحتوي على تحديد الرسالة والأهداف والاستراتيجيات والسياسات، ثم تتبعها مرحلة التنفيذ من خلال البرامج والميزانيات والإجراءات، تكون هذه المرحلة متبوعة بمرحلة التقييم والرقابة.
وهناك من اعتبر أن عناصر الإدارة الاستراتيجية ثلاثة، حيث يرى عبد الحميد المغربي أن تحليل البيئة، وصياغة الاستراتيجية ،يشكلان عنصرا واحدا[6]، هو صياغة الاستراتيجية أو التخطيط الاستراتيجي كما هو مبين في الشكل الموالي.
الشكل رقم 03: عمليات الإدارة الاستراتيجية.
تطبيق
الاستراتيجية
تقييم الإستراتيجية
البيئة الخارجية
البيئة الداخلية
صياغة الاستراتيجية
المصدر: عبد الحميد المغربي, مرجع سابق، ص61.
أولا/ صياغة الاستراتيجية: أو التخطيط الاستراتيجي، في هذه المرحلة يتم وضع وتحديد غايات المنظمة ،وأهدافها الرئيسية، وذلك في ضوء الرؤية المستقبلية الشاملة،وبعد تحديد رسالة المنظمة يتم تحديد موقف المنظمة من البيئة،هذا كله لتحديد الاستراتيجيات أو البدائل الاستراتيجية، التي يمكن للمنظمة أن تنتهجها، ثم الاختيار من بين هذه البدائل، وبالتالي يمكن لهذه المرحلة أن تحتوي على العناصر التالية:
o تحديد رسالة المنظمة.
o تحديد الغايات والأهداف طويلة الأجل.
o دراسة البيئة الخارجية لمعرفة الفرص والمخاطر.
o دراسة الإمكانيات الداخلية، لتحديد عناصر القوة والضعف.
o تحديد البدائل الاستراتيجية.
o اختيار الاستراتيجية المناسبة.
وسنفصل أكثر في التخطيط الاستراتيجي وعملياته في المباحث اللاحقة.
ثانيا/ تنفيذ الاستراتيجية: تمثل عمليات التنفيذ الاستراتيجي المرحلة الثانية والتي تلي مرحلة الصياغة الاستراتيجية ضمن عمليات الإدارة الاستراتيجية وتعتبر من أهمها، وتشمل عملية التنفيذ، تخصيص الموارد البشرية والمالية المتاحة على مجمل الأنشطة، ووضع نظم العمل وبرامجه، وبناء الهيكل التنظيمي المناسب، وإعداد القوى البشرية وتنمية القيادات الإدارية، وغيرها من الأنشطة.
ثالثا/ الرقابة :
تعتبر الرقابة احد المراحل الهامة في الإدارة الإستراتيجية حيث تكون الرقابة الإستراتيجية موجودة منذ بداية العملية حيث لا يجب أن تقتصر فقط على الرقابة البعدية التي تأتي بعد نهاية التنفيذ بل يجب أن تتزامن مع خطوات الإدارة الأخرى أي أن الرقابة تكون قبل وأثناء وبعد التنفيذ حتى تعطي النتائج المرجوة منها.
1-O.Aktouf, Le Management entre tradition et renouvellement, 3ème éd, Gaêten Morin éditeur, Montréal, 1999, P107.